واسلامـــــــــــاه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

واسلامـــــــــــاه

قصص اسلاميه ,غزوات ,التوبه ,مواقف ,تراث اسلامى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
» صيام الأيام البيض لهذا الشهر ربيع الثاني 1433
الجهاد في الإسلام I_icon_minitimeالسبت مارس 03, 2012 8:13 pm من طرف انور ابو البصل

» عجيبون نحن البشر"مدهش"
الجهاد في الإسلام I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 07, 2012 1:15 pm من طرف انور ابو البصل

» أيَّد الله سبحانه أنبياءه بمعجزات، وهي أمور خارقة
الجهاد في الإسلام I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 07, 2012 1:14 pm من طرف انور ابو البصل

» الأحاديث المستدل بها على الإعجاز العلمي في الأرض والفلك
الجهاد في الإسلام I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 07, 2012 1:11 pm من طرف انور ابو البصل

» الإمام البخاري
الجهاد في الإسلام I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 07, 2012 1:04 pm من طرف انور ابو البصل

» غزوة مؤتة
الجهاد في الإسلام I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 07, 2012 12:56 pm من طرف انور ابو البصل

» أشراط القيامة الكبرى
الجهاد في الإسلام I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 07, 2012 12:54 pm من طرف انور ابو البصل

» مقاله عن علامات القيامه الصغرى
الجهاد في الإسلام I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 07, 2012 12:53 pm من طرف انور ابو البصل

» إدريس عليه السلام
الجهاد في الإسلام I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 07, 2012 12:52 pm من طرف انور ابو البصل

» الإعجاز العلمي في قوله تعالى: ﴿وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ﴾
الجهاد في الإسلام I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 07, 2012 12:52 pm من طرف انور ابو البصل

» فضل الجهاد في الكتاب والسنة والدعوة إليه
الجهاد في الإسلام I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 07, 2012 12:51 pm من طرف انور ابو البصل

»  الحد يث الأول
الجهاد في الإسلام I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 07, 2012 12:50 pm من طرف انور ابو البصل

» الباحثة عن الحق
الجهاد في الإسلام I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 07, 2012 12:49 pm من طرف انور ابو البصل

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط واسلامـــــــــــاه على موقع حفض الصفحات
مواضيع مماثلة
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
المواضيع الأكثر نشاطاً
عجيبون نحن البشر"مدهش"
فضل الجهاد في الكتاب والسنة والدعوة إليه
الإمام البخاري
غزوة مؤتة
إدريس عليه السلام
الإعجاز العلمي في قوله تعالى: ﴿وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ﴾
قصة جميلة جدا تعبر عن قدرة الله على كل شيء
أشراط القيامة الكبرى
مقاله عن علامات القيامه الصغرى
الحد يث الأول

 

 الجهاد في الإسلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
ادمن المنتدى
ادمن المنتدى



المساهمات : 143
تاريخ التسجيل : 03/01/2012

الجهاد في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: الجهاد في الإسلام   الجهاد في الإسلام I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 10, 2012 3:34 pm

الجهاد في الإسلام




الجهاد في الإسلام على وجوه، منها:
أولاً: جهاد دعوة وبلاغ:
جهاد دعوة وبلاغ، حتَّى تصلَ رسالة الإسلام إلى كل أذن سميعة، وحتى تبلغ أنواره كلَّ عين بصيرة، ثُمَّ الناس بعد ذلك أحرار في اختيار الدِّين الذي يحبون، والمعتقد الذي يريدون، وهذا الجهاد هو الأصل والأكبر والباقي في الأُمَّة ما بقيت السموات والأرض، في كل آن ومكان.

المنهج الدعوي كما رسمه وحدد معالمه القرآن الكريم:

ظلَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – في مكة ثلاثةَ أعوام تقريبًا من بَدْءِ نُزُول الوَحْي عليه يدعو إلى الله - تعالى - سرًّا، وفي خفية، حتَّى نزل عليه أمينُ السماء جبريل - عليه السلام - بقول الله - تعالى -: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [الحجر: 94]، وبقول الله - تعالى -: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214].

فقام - صلَّى الله عليه وسلَّم - من فوره، وتصدَّى للدعوة إلى الله جهارًا نهارًا باذلاً كل جهد ممكن في سبيل إبلاغ دعوة ربه، متحملاً كل أعباء الدعوة والرسالة ومشقاتها، صابرًا على ما يلاقيه من قومه من إعراض وعناد وسفاهة وأذى .

لقد شمر النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن ساعد الجد، وخرج مجاهدًا في سبيل الله يدعو الناس إلى الإيمان بالله الخالق الرَّازق، الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لا شريك له في مُلكه، ولا منازع له في حُكمه، وإفراده بالعبادة والطاعة، ونبذ عبادة ما سواه من أصنام وأوثان، وإلى الإيمان باليوم الآخر وما فيه من مُساءلة، وحساب، وثَواب، وعِقاب، وإلى الإيمان بنبوته - صلَّى الله عليه وسلَّم - والتصديق برسالته، وتبليغه عن الله، ملتزمًا بالمنهج الذي حدَّده له القرآن في تبليغ دعوته، ومجاهدة خصومه، والذي يَجب أن يلتزم به الدُّعاة من بعده في كل زمان ومكان، وألا يحيدوا عنه.

وتتَّضح حدود هذا المنهج، وتتبين ملامحه في قول الله - تعالى -: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125].

إن الدعوة إلى الله الواعية الذَّكية والبليغة المؤثرة، والتي تُؤتي ثِمارها - تتحرك في مجالات ثلاثة:
1 - الحكمة:
وهي سَوق الأدلة، وإبراز الحجة، وإعمال الفكر، وإقامة البراهين، ومُخاطبة وإقناع العقل بعقائد هذا الدين، وجمع الناس عليه.

2 - الموعظة الحسنة:
والمراد بها الكلمة البليغة المُؤثرة التي تصلُ إلى أعماق النَّفس، فتستثير العاطفة والوجدان، وتبلغ شغاف الجَنان، فتؤثر في القلب واللب؛ كما قال الله - تعالى -: {وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا} [النساء: 63].

3 - المجادلة بالتي هي أحسن:
والمجادلة بالتي هي أحسن هي المُناقشة الهادئة للخصم، والمحاورة الهادفة التي يُرجى منها إيضاح الحقيقة، وكشف النِّقاب عن وجه الحقِّ، وتصفيته من الشَّوائب التي قد تشوه جماله، وتعكر صَفْو حسنه، لا المجادلة العقيمة التي يراد بها المغالطة والتضليل والغلبة وإفحام الخصم.

والدعوة إلى الله بهذا المنهج القُرآني الرَّباني هي أحد أسس التَّربية الإيمانية، التي كلف الله بها نبيه - صلَّى الله عليه وسلَّم - والدُّعاة من بعده، والهداة المصلحين من أمته.

وهى عُنصر مُهِم في مداواة الأمراض النفسيَّة والاجتماعيَّة والأخلاقية، فإنَّ النفس البشرية مجبولة على الأنفة والكبر والإعراض والتمرد، فإذا لم يسلك الدَّاعية والمصلح معها الطريقة الحكيمة برفق ولين في معالجتها، تَمردت وعصت، فكان لا بد من التعامل معها برفق ولطف ولين، من غير فظاظة ولا تعنيف.

إنَّ الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن - هي التبشير والإنذار والتحذير، وسوق الأدلة في رفق ولُطف؛ حتَّى يتهيأ المدعُوُّ، وينشط لقبول الدَّعوة، ويستجيب لسماع النصيحة، ولقد كان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - المثلَ الأعلى لهذا كله، وعلى سبيل المثال أخرج البخاري في صحيحه: ( 4817 ): حدثنا عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، قال: حدثني عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: لما نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، صعد النبي - صلى الله عليه وسلم - على الصَّفا، فجعل ينادي:‏ ((يا بني فهر، يا بني عدي)) لبطون قريش حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرجَ، أرسل رسولاً؛ لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال: ((أرأيتكم لو أخبرتكم أنَّ خيلاً بالوادي تريد أنْ تُغير عليكم، أكنتم مُصدِّقي))، قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقًا،‏ قال: ((فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد))،‏ فقال أبو لهب: تبًّا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟! فنزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} [المسد: 1 - 2].

وأخرج الإمام مسلم: ( 522 ) حدثنا قتيبة بن سعيد، وزهير بن حرب، قالا: حدثنا جرير، عن عبدالملك بن عمير، عن موسى بن طلحة، عن أبي هريرة، قال: لما أنزلت هذه الآية: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قريشًا فاجتمعوا، فعم وخصَّ، فقال: ((يا بني كعب بن لؤي، أنقذوا أنفسكم من النَّار، يا بني مرة بن كعب، أنقذوا أنفسَكم من النَّار، يا بني عبدشمس، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبدمناف، أنقذوا أنفسكم من النَّار، يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبدالمطلب، أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة، أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملك لكم من الله شيئًا غير أنَّ لكم رحمًا سأبلُّها ببلالها)).

لقد بدأ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - جهادَه الدعويَّ في تبليغ رسالته بدعوة أهله وعشيرته، وأقرب الناس إليه، فكيف كان الحديث معهم في إبلاغ الدَّعوة؟

لما اجتمعوا عليه، والتفُّوا حوله، سألهم في رفق ولطف: ((أرأيتكم لو أخبرتكم أنَّ خيلاً بالوادي تريد أنْ تغير عليكم، أكنتم مصدقي؟ قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلاَّ صدقًا)).

وهكذا أتى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بدليل صدقه منهم، وأجراه على ألسنتهم؛ لتقوم الحجة منهم على أنفسهم، قبل أن يخبرهم بنبوته، فهو الصَّادق الذي لا يكذب بشهادتهم.

وما دام هو الصادق بشهادتهم، فمنطق العقل يوجب عليهم أنْ يسمعوا لقوله، ويصدقوا بما جاءهم به، ويؤمنوا بكل ما دعاهم إليه.

الله أكبر، هذا هو ذكاء النبوة، وتلك هي فطانة الدَّاعية في سَوْق الحديث إلى المخاطب، ومخاطبة المدعو، واستدراجه في إقامة الحجة على نفسه، ثم ماذا؟

هل سفَّه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أحلامهم؟ هل سب آلهتهم؟ هل ذكر آباءهم وأجدادهم بسوء؟ هل رماهم بالكُفر والشِّرك من أوَّل لحظة؟ هل استثار مشاعرهم بكلمة نابية، أو أدمى أحاسيسهم بلفظة جارحة؟

اللهم لا، كلُّ ما في الأمر أنه بيَّن لهم أنَّه نذير بين يديه عذاب شديد، إنَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - يدعوهم من جانب الرَّحمة بهم، ويخاطبهم خوفًا من وقوع عذاب الله عليهم، ويُكلمهم من منطق الشفقة عليهم؛ حتَّى لا يقعوا في العذاب الشديد، فإنه رجلهم والصادق الأمين فيهم بشهادتهم، وإن الرائدَ لا يَكْذِبُ أهلَه.

وسكت القوم، ولم يجيبوا بشيء، ورُبَّما كانوا يفكرون في جدية ما جاء به ودعاهم إليه، غَيْرَ أن واحدًا منهم غلبت عليه جهالته، وأنطقته سفاهته، فقال له في غير مبالاة: ((تبًّا لك)).

يا سبحان الله! أهكذا يكون الرد على المبلِّغ الصادق، والداعية الناصح، والمنذر الرحيم الشفوق؟!

ومع هذا فإنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - ما ثَبَتَ عنه أنَّه قابل جهلاً بجهل، ولا ردَّ إساءة بإساءة، ثم ها هو - صلَّى الله عليه وسلَّم - يعمم ويخص، ويحذرهم جماعة بعد جماعة، حتَّى وصل إلى أقربهم منه، وألصقهم به بضعته وريحانته السيدة الزَّهراء، فهي لا تستثنى من هذا التحذير، وذالك الإنذار: ((يَا فَاطِمَةُ، أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا)).

وبعد هذا كله، فسواء صدقوا أم كذبوا بما أخبرهم به، وسواء قبلوا وأقبلوا على ما دعاهم إليه، أم رفضوا وأعرضوا عنه، فإنَّ لهم رحمًا يصلها ولا يقطعها، ويحسن ولا يسئ إليها؛ ((غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبَلاَلِهَا)).

الله أكبر، ما أعظمك وأكرمك يا رسول الله! وما أرحمك وأحلمك أيُّها الداعية الكريم! وما أذكاك وما أفطنك أيها المنذر الذكي الفهيم في كل كلمة نطقت بها، وفي كل لفظة تفوَّهت بها! وصدق الله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].

الدعوة بالقرآن الكريم:

رأينا فيما سبق الداعية الأوَّل - صلَّى الله عليه وسلَّم - في أول لقاءٍ علني مع قومه، لم يزد عن كونه دعا وأنذر، ونصح وحذر، ثُمَّ ها هو - صلَّى الله عليه وسلَّم - يخوض غمارَ الجهاد الدعوي داعيًا إلى الله، ومبلغًا رسالة ربِّه في حزم وعزم، وقوة وثبات.

وإذا كان سلاحُ المعركة في الجهاد العسكري هو السيف، يُقاتل به ولي الأمر الأعداءَ المعتدين، والظلمة المتسلطين، والكفار المتربصين - فإنَّ سلاحَ المعركة في ساحة الجهاد الدعوي هو القرآن يُجْهز به الداعية على الخصم في كلِّ ميدان من ميادين قضايا العقيدة والإيمان؛ يقول الله - تعالى - مخاطبًا رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: {وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} [الفرقان: 52]؛ أي: جاهدهم بالقُرآن جهادًا كبيرًا، فالقرآن في يد الداعية هو سيفُ الجهاد الدعوي بالأمس، وهو أيضًا سيف الجهاد الدعوي اليوم وغدًا، وإلى أن تقوم الساعة.

لقد كان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في كل محفلٍ ونادٍ يتلو على قومه كتاب الله، به يبشر وينذر، وبه يذكر ويحذر، وبه يُحاور ويجادل؛ امتثالاً لقول الله - تعالى -: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} [ق: 45].

وقوله - تعالى - على لسان رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} [الأنعام: 19].

وأيضًا أسلوب الدَّعوة إلى الله لم يخرج عن المنهج الذي رسمه الله في كتابه في قوله - تعالى -: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125].

فإن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لم يَحِدْ عن هذا المنهج قَيْدَ أنملة.

ثانيًا: جهاد عسكري قتالي:
وهو الجهاد المسلح ضدَّ قُوى الشرِّ والبغي الظاهرة، والمستعلية في الأرض، وهو بدوره ينقسم إلى:
أ - جهاد من أجل تأمين المجتمع المسلم، والحفاظ على سلامته وأمنه، ويكون لصد المعتدين، ورَدِّ ورَدْع المغيرين عليه، وكسر شوكتهم؛ يقول الله - تعالى -: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190].

{وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 36].

ويقول تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [البقرة: 194].

ب - جهاد وقتال الطغاة والجبابرة الذين يستعبدون النَّاس، ويفرضون عليهم كُفرهم وشركهم، ولا يعطونهم حُرِّيتهم التي منحهم الله إيَّاها، وهي حق طبيعي لهم في اختيار الدِّين الذي يريدون، والمعتقد الذي يبتغون؛ قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ} [البقرة: 193].

جهاد وقتال الناكثين أيمانهم، والغادرين في عُهُودهم، والطاعنين في الدين، والمشككين في عقائده، ولم يلتزموا معنا بميثاق، ولم يرقبوا في مؤمن إلاًّ ولا ذمة؛ يقول الله - تعالى -: {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ} [التوبة: 12].

جـ - جهاد وقتال من أجل تخليص الأقليَّات المسلمة المستضعفة الرَّازحة تحت ولاية كافرة، تُحاربها في دينها ومعتقدها، وتفرض عليها ضلالها وكُفرها، وتَحول بينها وبين القيام بأداء شعائر دينها؛ يقول الله - تعالى -: {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ} [التوبة: 12].

هذه هي مُبَرِّرات الجهاد العسكري القتالي، ومن هنا تسقُط المقولة المغرضة التي تشيع أنَّ الإسلام انتشر بالسيف، وأنَّ القتال شُرِعَ من أجل إجبار النَّاس غير المسلمين على الخروج من دينهم، وإكراههم على الدخول في الإسلام.

إنَّها فرية كسيحة لا تستندُ إلى دليل، ولا يشهد لها واقع صحيح، والقائل بها مُفترٍ أفَّاك مجافٍ للحق، ومُتفوه ببُهتان.

ثالثًا: جهاد تربوي إصلاحي:
وهو جهادُ قُوى الشرِّ الخفية داخل الإنسان، وغايته تزكية النَّفس، وتطهير القلب، وتصفية السِّرِّ بالأعمال الصالحة، ومداومة الطاعات، والبُعد عن المعاصي والمُخالفات، والتَّخلي عن الرَّذائل وذميم الصفات، والتحلي بمكارم الأخلاق.

إنَّه جهاد النفس الأمَّارة بالسوء، النَّزَّاعة للشر، جهاد الهوى الصَّارف عن طريق الله، والمبعد عن نورِ هُداه، حتَّى يصل العبد متدرجًا في مراقي الكمال إلى أسمى مَراتب الحب، وأعلى وأشرف منازل القُرب من الله الذي خلقه وسَوَّاه؛ يقول تعالى: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ} [الحج: 78]، {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 10].

ويقول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((المجاهد من جاهد نفسَه في طاعة الله))؛ صححه الحاكم وغيره.

ويقول أيضًا: ((أفضل الجهاد أنْ يُجـاهد الرجـل نفسَـه وهواه))؛ صحيح الجامع الصغير.

الجهاد الدعوي في مكة:

الحقُّ أن الجهاد فريضة إسلامية من أول لحظةٍ بعث فيها النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ودليلنا على ذلك قوله - تعالى - مخاطبًا رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في سورة الفرقان: {فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} [الفرقان: 52]، وسورة الفرقان هي سورة مكية كما ذكر العلماء.

غير أن الجهاد الذي فرض بمكَّة هو جهاد الدعوة والبلاغ، وهو جهاد بالقرآن لا بالسيف، كما تدل عليه الآية السابقة: {وَجَاهِدْهُمْ بِهِ}؛ أي: بالقرآن.

وهو أيضًا الجهاد الكبير؛ كما وصفه الله - تعالى - في الآيات: {جِهَادًا كَبِيرًا}.

وهذا الجهاد الدعوي الكبير هو وظيفة الرسول - صلَّى الله عليه وسلم - ومُهمته الأولى، ووظيفة الرسل من قبله حتَّى تقوم حجة الله على عباده؛ كما قال تعالى: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 165].

كما هو وظيفة ومُهمة الدُّعاة المبلغين عن الله من بعده؛ {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108].

ويقول - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيما رُوي عنه: ((بلِّغوا عني))، أمَّا الجهادُ الذي فرض بالمدينة - وهو الجهاد العسكري القتالي - فجهادُ السيف، وهو جهاد المعتدين والمتسلطين من أعداء الله الكافرين، الذين لا يرعون في مُسلم ولا مسلمة إلاًّ ولا ذمة، جهاد الطاعنين في الدِّين والمُشككين في عقائده والسَّاخرين من شرائعه، والنَّابذين لعهود الأمة ومواثيقها، وقد شرع الله هذا الجهاد بعد أنْ قامت للمسلمين في المدينة دولة استكملت كلَّ مقومات وجودها، وهي: "دار الإسلام"، وهى المدينة المنورة، على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام.

"المجتمع الإيماني الكامل"، ممثلاً في المهاجرين والأنصار.

"السلطة التنفيذية"، وهو النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - الإمام القائم بالأمر، والحاكم المنفذ لحدود الله.

بعد أنِ استكملت الدولة عناصرَها في المدينة جاء الإذن الإلهي للمسلمين بالجهاد القتالي، ونزل قوله - تعالى -: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39].

ويَجْدُر بنا الآن أن ننبِّه إلى أنَّ كلا الجهاديين - الدعوي والعسكري - فريضة إسلامية مُحكمة في موضعه، وليس أحدُهما مغنيًا عن الآخر، ولا ناسخًا له؛ إذ لا دليلَ ولا برهانَ على النسخ، كما أوضحنا من قبل.


نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

الجهاد في الإسلام
علاقة رمضان بالجهاد في سبيل الله
مواقف إنسانية في شعر الجهاد
الجهاد بين ماضٍ وحاضر
الجهاد طريق النصر
المرأة والجهاد: قراءة في تداعيات حرب غزة
الجهاد الإسلامي بعيون غربية
الإلمام بأهداف الجهاد القتالي في الإسلام
بين تقرير العليم الخبير وتخبيص رئيس التحرير
الجهاد الزائف!
الزلفى والإرشاد إلى أنواع الجهاد
الجهاد
الجهاد في سبيل الله معلم تربوي


مختارات من الشبكة

الجهاد والحروب الصليبية(كتاب ناطق - المكتبة الناطقة)
نشيد الجهاد (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
الجهاد والسلام العالمي (pdf)(كتاب - موقع أ. د. عبدالله بن إبراهيم بن علي الطريقي)
الجهاد في سبيل الله (2/2)(مقالة - آفاق الشريعة)
الجهاد في سبيل الله (2/1)(مقالة - آفاق الشريعة)
سقوط تحليلات خبراء الحرب على الجهاد(مقالة - ثقافة ومعرفة)
الشيخ محمد الخضر حسين (صفحة من الجهاد ضد الاستعمار والتغريب)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
صور من الجهاد(كتاب - موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض)
قراءة في إستراتيجية الحرب العالمية ضد الجهاد والشريعة والخلافة الكامنة(مقالة - موقع الدكتور أحمد إبراهيم خضر)
الجهاد(كتاب - موقع الشيخ عبدالرحمن بن حماد آل عمر)


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Sharia/0/6515/#ixzz1j49hr9Qr
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://waislama.yoo7.com
 
الجهاد في الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإلمام بأهداف الجهاد القتالي في الإسلام
» الجهاد في الاسلام
» الجهاد الاصغر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واسلامـــــــــــاه :: احاديث نبويه :: احاديث الجهاد-
انتقل الى: