حقيقة الجهاد في سبيل الله:
من الواجب على الأمة الإسلامية، إذا تأهَّلت لمهمة الخلافة والقيادة، أنْ تعملَ على إحياء رُوح الجهاد والفروسِيَّة في قلوب الشباب المسلم، وإيقاظ هذه الفريضة في قلوب الغافلين، وإحيائها بمفهومها الشرعي الصحيح الشامل، الذي يبدأ مِنْ طَلَبِ العلم النافع للمسلمين بَدْءًا بِطَلَب العلوم الشرعية، ثُمَّ بكل علم نافع في شتَّى مجالات الحياة البشرية، ثُمَّ الجهاد ببذل المال والصدقات، والزَّكَوَات في سبيل الله - تعالى - وإنشاء كل عمل يَخدم هذه الأُمَّة ويُؤهلها لمرحلة القيادة والخلافة الراشدة، ثُمَّ الاستعداد النفسي والبدني للجهاد في سبيل الله، في سبيل إعلاء كلمة التوحيد والإسلام، والاستعداد العسكري المسلح لخوضِ المعارك، وفتح البلاد بنور الإسلام وعدله وسلامه.
فالجهادُ في سبيل الله لا يَعني سَفْكَ الدِّماء، ولا قتل الأبرياء بغَيْرِ حَق، كما يُصوره أعداء الإسلام؛ والحاقدون من المنافقين والعَلمانيِّين، ومَن سار على طريقتِهم باتِّهام الإسلام وأهله، وفريضة الجهاد بأنَّها نوعٌ من الإرهاب والتخويف للنَّيْلِ من الإسلام وأهله.
كلاَّ، إِنَّما حقيقة الجهاد إزاحةُ الظالمين والطُّغاة أنْ يَقِفُوا في وجه هذه الدَّعوة الإسلامية الخالدة، وأنْ يَمنعوا أُمَّةَ الهدى والنور من تبليغِ هذه الرِّسَالة للنَّاس، وإسماعهم لِمَا فيها من الحق والعدل والرَّحْمة، وفيها من معاني التحرير الرَّبَّاني للبشرية من ظلم الظَّالِمين، ومن جَوْرِ الحُكَّام والساسة الذين طالما قهروا الناسَ، وأخرسوا ألسنتَهم، وكمَّمُوا أفواهَهم عن قولِ كلمة الحق، ونُصرة المظلوم، وعن أنْ تستنشقَ نَسَائِمَ الإيمان والقرآن، والعدل والرَّحْمة، والمساواة بين العباد في تكاليف العُبُودية لله وحْدَه.
وإنَّ للجهاد في الإسلام لشرفًا ومكانة، يومَ أنْ تَخلَّت عنه الأمة الإسلامية ذَلَّت وضَعُفَت وهانت، ويومَ أن كان فيهم العَدْلُ والإسلام نَشَروا التوحيدَ وعقيدتَه الصَّافِيَة، وعَلَّموا الدُّنيا مبادئَ الهدى، وأقاموا دولةً على أركان القُوَّة والإيمان بالله - تعالى - ومكارم الأخلاق التي بعث بها النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.
لقد تقدَّم الصحابة والتابعون بالجهاد، ففتحوا به بلادَ الدُّنيا شرقًا وغربًا، حتى وصلوا إلى الصين، ودخلوا بلادَ الأندلس، ودخلوا بلادَ السند والهند، ومع ذلك كانوا أحرصَ الناس على هداية الناس إلى نور الإسلام، لقد فتح الله عليهم خيرات الأرض وكنوزَها، يومَ أن كانوا أعِزَّةً بهذا الدين، وصدق القائل:
خَلَقَ اللَّهُ لِلْجِهَادِ رِجَالاً
وَرِجَالاً لِقَصْعَةٍ وَثَرِيدِ
رابط الموضوع:
http://www.alukah.net/Sharia/0/23739/#ixzz1j45DSk5M