السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخونى واخوتى الكرام:
سأتحدث اليوم عن موضوع جرىء من نوعه كنت لا اتمنى ان اتحدث فى مثل هذه الموضوعات
ولكنى تجرأت وقررت التحدث فيه لانه موضوع خطير جدا ومن اخطر الاسباب فى ضياع وغفلة امتنا
عندما تابعت فى الفترة الاخيرة الحوادث والجرائم التى تحدث فى مصر وغيرها من الدول العربية
وجدت انه للاسف الشديد معظم هذه الجرائم جنسية وانتهاكات للحرمات وضياع لمعنى الرجولة الذى هو سمة من سمات الرجل الشرقى الغيور على دينه ووطنه وعرضه
فقررت ان ابحث فى هذا الموضوع وسألت نفسي سؤال واحدا
يا ترى ما هو سر غفلة شبابنا والذين هم عماد الامة واملها ومستقبلها؟
عندما نظرت الى حال الشباب المسلم العربي وجدت انهم للاسف الشديد منشغلون اما بمواقع اباحية او افلام ساقطة او مجلات وصور قذرة عفنة او مسلسلات تركية تريد تخريب عقول شبابنا او كليبات واغانى ساقطة تهدم عقولهم وتشغل اذهانهم
عندما نظرت الى حال امتنا وجدتها مليئة بالظلم والفساد ومع ذلك لم اجد من يقول لا للفساد ولا للظلم ولم اجد من يقف فى وجه هؤلاء الطغاه والفاسدين
وجدت شباب منشغلين بشهواتهم ورغباتهم الدنية ونسوا واجبهم ودورهم الاساسي فى هذه الحياه
نسوا ان بلدهم ودينهم فى حاجه اليهم للدفاع عنه والوقوف امام الظلم والطغيان
ولكى يؤمنوا هؤلاء الجبابرة انفسهم قرروا ان يشغلوا الشباب فى البحث عن متعهم والجرى وراء لقمة العيش حتى لا يجدوا وقتا يفكرون فيه فيما يحدث من حولهم ولا يجدوا وقتا يحاولون فيه ان يعترضوا على الظلم ولو حتى بكلمة
عندما بحثت فى هذا الموضوع تقطع قلبي حزنا وحسرة على حال شباب المسلمين
عندما قرأت هذه الاحصائيات وهى:
يوجد على الشبكة العنكبوتية اكثر من 4,2 مليون موقع إباحى
فى كل ثانية العالم بيصرف 3 مليون دولار على المواد الاباحية
كل 39 دقيقة بيخرج فيلم اباحى بيصدر فى الولايات التحدة الامريكية
12 فى المائة من مواقع النت اباحية
عدد الصفحات الاباحية 420 مليون صفحة اباحية
عدد مرات البحث فى اليوم 68 مليون بحث عن الاباحية
عدد الرسائل الاباحية اليومية 2 ونصف مليون يعنى 10 فى المائة من مجمل الرسائل اليومية
نسبة مستعملى الانترنت المستخدمين للاباحية 50 بالمائة
المبيعات الاباحية على النت 4,9 مليار دولار
متوسط السن الذى يتعرض له الطفل للاباحية 11 سنة
نسبة الاطفال ما بين 11 و17 سنة من مشاهدى الاباحية 80 بالمائة
متوسط زوار المواقع الاباحية ما بين:
18 _ 24 سنة يمثلوا 13 فى المائة
25_34 سنة يمثلوا 19 المائة
اعلى نسبة ما بين 35 الى 44(اى معظمهم رجال ونساء متزوجين) حيث يمثلوا 25 فى المائة
هذه هى النسب الحقيقية والتى تدمى القلب على حال شبابنا
وعندما ننظر الى الواقع نشكو من كثرة الجرائم وانتهاك الحرمات التى انتشرت بشكل كبير فى المجتمعات العربية
وانا اسال لما نشكو من كثرة الجرائم فى حين اننا نبث هذه السموم التى تفسد عقول شبابنا
للاسف الشديد نجح الغرب الخبيث فى ان يشغل شبابنا بمثل هذا العفن حتى يسهلوا الطريق امامهم الى القضاء على الاسلام والمسلمين والعرب بصفة عامة
عندما قارنت ما بين العصور القديمة (عصر الرسول عليه الصلاة والسلام وعصور العزة التى عاشها المسلمون ) وعصرنا هذا اكتشفت اننا قد بعدنا كثيرا عن الطريق وتخلينا كثيرا عن ديننا وقيمنا ومصدر عزتنا فاستحقين الهزيمة والذل والظلم الذى نعيش فيه
كان قديما فى ايام رسول الله صلى الله عليه وسلم الشاب يكون قد لا يتجاوز الرابعة عشر من عمره ومع ذلك يستطيع ان يضرب بسيفه عدوه من المشركين فيشقه الى نصفين من قوة ضربته ورباطة جأشه
اما الان فواحسرتاه على شباب المسلمين المفتون الغافل الذى يعيش فقط لمظهره واشباع شهواته وغرائزه
وعندما نظرت نظرة خاصة الى بلدى الحبيبة مصر وجدت ان حال شبابها لا يختلف عن حال غيرهم من العرب
فلا اجد الا شباب ضعيف مفتون يعيش فى بحور من الشهوات ولا يعلم شيء عن ثقافة بلده ولا عن تاريخها ولا يهمه ما يحدث من ظلم وفساد
وجدت ان الفساد قد وصل الى كل طبقات الشعب من مثقفين واطباء ومعلمين وسياسيين
فها هو طبيب قد فضح امره منذ بضعة ايام عندما اكتشفت الشرطة انه يصور المرضى من النساء ويهددهم بصورهم اذا لم يرتكبوا الفواحش معه
ونسي هذا الطبيب القسم الذى اقسم عليه حين تخرجه من كليته ونسي وظيفته السامية العظيمة فى ان يكون سبب فى شفاء مريض وتجرد من كل قيمه واخلاقه واصبح كالحيوانات التى تعيش لكى تاكل وتشرب وتشبع غرائزها فقط
وهذا هو المعلم الذى قد امسكت به الشرطة بعد ان اكتشفوا انه يقيم علاقات محرمة مع تلميذاته ويصورهن وهددهن بهذه الصور اذا حاولوا كشف ستره
ونسي هذا المعلم مكانته العظيمة وخلقه وامانته التى وضعها الله على عاتقه وتجرد من كل الاخلاق والقيم واصبح كالبهيمة لا تفرق بين ما هو معنوى وملموس
وغيرهم الكثير والكثير من الجرائم التى تدمع لها العين ويدمى لها القلب على حال المسلمين
وبعد هذا كله لن اتكلم عن الاضرار النفسية والطبية والدينية من مشاهدة هذه المواقع القذرة التى تهلك شبابنا
فانتم اعلم منى بكل هذه الاضرار
ولكنى سأسال سؤال واحدا
لما لا تحجب مصر هذه المواقع الاباحية عن شبابنا؟
فى استطاعه وزارة الاتصالات فى لحظة ان تحجب كل هذه المواقع القذرة وبالتالى تحافظ على شبابنا وتمنع وقوع مثل هذه الجرائم التى لا حصر لها
طرح هذا السؤال كثيرا وسمعت اجابات مضحكة من المسئولين
منهم من قال لو حجبنا هذه المواقع فبهذا نكون ضد الحرية الشخصية وهذا فيه ظلم للحريات!!!!!!!!!
اشمعن هنا تكلموا عن الحريات وظلم الحريات اين هى الحريات عندما فرض قانون الطوارىء الذى يكمم افواه كل من حاول ان يعترض على النظام الفاسد
أليس هذه تقييد للحريات؟!!
ومنهم من قال بعض الطلاب يبحثون عن كلمة جنس لكى يستخدمونها فى ابحاث علمية وثقافية!!!!
وكان هؤلاء الطلبه بحثوا فى كل شيء الا الجنس
ومنهم من قال ان هذه المواقع علم شبابنا الثقافة الجنسية التى لا تنتشر فى مجتمعنا بسبب ثقافة العييب
اذن كيف كانوا يعيشون هؤلاء العظماء من الصحابه على ايام الرسول صلى الله عليه وسلم ووقتها كان لا يوجد انترنت يعلمهم الاثقافة الجنسية!!!!
وغيرها من الاسباب الواهية التى يضحكون بهاعلى انفسهم وعلى عقول الشباب
انا ارى ان السبب الحقيقي فى عدم منع هذه المواقع هو ان هؤلاء المسئولون الفاسدون يريدون ان يشغلوا الشباب بمثل هذا العفن حتى لا يفيقوا لهم وحتى لا يكشفوا سترهم ويقفوا امام طغيانهم وظلمهم
انا استعجب جدا من رئيس الحكومة المصرية فهو رجل كان فى الاصل مهندس اتصالات ويعلم جيدا ان حجب هذه المواقع امر بسيط ويمكن تحقيه
فلما لا يصدر اوامره بحجب هذا العفن عن شبابنا؟!!
لما يريدوا اغراق الشباب فى مثل هذه البحور المظلمة ويقضون على طموحاتهم وقدراتهم التى من الممكن ان تساعد فى نهضة هذه الامة ورقيها؟!!
للاسف الشديد هما لا يريدون الا شباب واهى غافل لا يعلم شيء عن دينه ولا عن وطنه ويريدون الا يفيقوا حتى لا يجدوا هؤلاء الطغاه من يقول لهم لا ويقفون امامهم وامام طغيانهم
انى ارى انه لكى نحقق التغيير والنهضة لهذه الامة فلابد ان نغير انفسنا اولا
لابد ان نتغير ونستيقظ من سباتنا وغفلتنا حتى نستطيع ان نقول بملىء افواهنا لا للظلم ولا للفساد ونعم للتغيير
اما لو لم نستيقظ ونفيق مما نحن فيها فسوف لا ينفعنا اى رجل لا البرادعى ولا غيره لانه وقتها سيكون كمن ينفخ فى بلونه مثقوبة فهو ينادى بالتغيير والقضاء على الفساد ومحاربة الفاسدين ولا يجد خلف الا شباب جاهل غافل لا يعلم شيء عن وطنه ولا عن واجباته
فى النهاية اوجه كلمة الى المسئولين العرب والمصريين واقول لهم اتقوا الله فى شبابنا
فوالله لن تقوم لهذه الامة قائمة ولن يتغير حال امتنا الا بالشباب
اتقوا الله وانقظوا شبابنا من الضياع
استيقظوا يا عرب ولا تسمحوا للغرب اللئيم ان يقضى علينا
وبعد كل هذا لا نستطيع الا ان نقول حسبنا الله ونعم الوكيل
وان ندعو لهم بالهداية وبالصلاح من اجل مستقبل افضل لهذه الامة ومن اجل ان نعيد امجاد ابائنا واجدادنا ونصبح اسياد العالم كما كنا.
وفى النهاية اعذرونى يا اخوانى ان كان الموضوع لم يخرج بالمستوى المطلوب الذى يليق بمشكلة كبيرة وخطيره كهذه
ولكنه الوقت الذى دائما يداهمنى ويجعلنى استعجل فى الكتابة فانسي الكثير والكثير من الافكار
اتمنى ان تكونوا قد استفدتم من الموضوع وان تحاولوا نشره على قدر استطاعتكم كى تعم الفائدة للجميع ولعل وعسي يفيقوا هؤلاء الشباب مما هم فيه.